دائماً ما يرتبط ضعف الجانب الروحي، بثقافة بديلة تحل محله، فانتشار الخزعبلات والاستعانة بالدجالين على سبيل المثال، مرتبط بهذه الحالة في أغلب الأحيان، وفي مجتمعنا السعودي، نلاحظ ثقافة جديدة بدأت عند البعض وهي الخوف الشديد من العين والحسد، إلى درجة جعلت البعض يحاول جمع أثر من يقابله وحفظه تحسباً ليوم يصاب فيه بالعين.
فقد اطلعت على إعلان منشور في صحيفة محلية لصبابة (وهي المرأة التي تصنع القهوة والشاي في مناسبات الأفراح) تروج بضاعتها بإعلان استعدادها لبيع الماء الذي غسلت به الفناجين والأكواب التي دارت بين المدعوين بسعر مناسب!!
ومما يتفق مع الإعلان تحقيق صحفي نشر في إحدى صحفنا المحلية عن مصدر رزق جديد للصبابات خلاف ما تدره مهنتهن الأصلية وهو تعبئة الماء الوسخ الناتج عن غسل الأكواب والفناجين في قوارير بعد جمعه في وعاء كبير، ثم بيعه على من ترغب من المدعوات.
والأدهى من ذلك قيام عائلة سعودية، بتخصيص (فريزر) في المنزل يستخدم فقط لحفظ أثر من يزورها من الضيوف حيث تقوم العائلة بغسل أثر الضيف، أي الوعاء الذي أكل أو شرب منه، ووضع الماء الناتج في قارورة يكتب عليها اسمه وتحفظ في ذلك الفريزر، فقد يكون الضيف قد أصاب أحد أفراد العائلة بالعين، فيغتسل المحسود بأثره!! وقصص أخرى غريبة حول نفس الموضوع تنشر في صحفنا المحلية من باب الطرافة، لكنني لا أجد طرافة في الموضوع بل أحس ألماً عند قراءتها لوصول البعض في مجتمعنا السعودي إلى هذا المستوى من التفكير وضعف التوكل.
نحن نؤمن بأن العين حق وقد ورد ذلك في الحديث الشريف وبجواز الرقية من الجسد عن طريق الاغتسال أو الشرب من أثر الحاسد، لكن هذا لا يعني أن يجعل المرء الحسد هاجسه، ويحتاط بهذه الطريقة المرضية. إلى جانب أن الماء الناتج من غسل أدوات الطعام والشراب يكون ملوثاً بالجراثيم والفيروسات، ومسبباً لأمراض عديدة ومن أخطرها التهاب الكبد الوبائي طبقاً لتصريح بعض الأطباء في التحقيق الصحفي المذكور.
ومن يجعل العين هاجسه يعش في رعب دائم ويؤول كل عارض صحي يصيبه بإصابته بالحسد، ويحاول تجنب بعض الأشخاص ممن يخشى حسدهم ويخفي نعمة الله عليه مخافة الحسد، وهذا من ضعف الإيمان فالمؤمن يتوكل على الله ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وفي حال تأكده من إصابته بالعين فلا بأس حينها أن يأخذ من أثر الحاسد. إن الحيطة تكون بذكر أوراد الصباح والمساء التي حثنا عليها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فهي الحصن الواقي للمؤمن بإذن الله، ومن التربة الإيمانية تعويد الأطفال على الأذكار في كل مناسبة حتى يعتادها الطفل ويشب عليها ليس خوفاً من العين لكن تقوية للصلة مع الخالق وتوكلاً عليه وإحساساً بفضله وقدرته.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
فقد اطلعت على إعلان منشور في صحيفة محلية لصبابة (وهي المرأة التي تصنع القهوة والشاي في مناسبات الأفراح) تروج بضاعتها بإعلان استعدادها لبيع الماء الذي غسلت به الفناجين والأكواب التي دارت بين المدعوين بسعر مناسب!!
ومما يتفق مع الإعلان تحقيق صحفي نشر في إحدى صحفنا المحلية عن مصدر رزق جديد للصبابات خلاف ما تدره مهنتهن الأصلية وهو تعبئة الماء الوسخ الناتج عن غسل الأكواب والفناجين في قوارير بعد جمعه في وعاء كبير، ثم بيعه على من ترغب من المدعوات.
والأدهى من ذلك قيام عائلة سعودية، بتخصيص (فريزر) في المنزل يستخدم فقط لحفظ أثر من يزورها من الضيوف حيث تقوم العائلة بغسل أثر الضيف، أي الوعاء الذي أكل أو شرب منه، ووضع الماء الناتج في قارورة يكتب عليها اسمه وتحفظ في ذلك الفريزر، فقد يكون الضيف قد أصاب أحد أفراد العائلة بالعين، فيغتسل المحسود بأثره!! وقصص أخرى غريبة حول نفس الموضوع تنشر في صحفنا المحلية من باب الطرافة، لكنني لا أجد طرافة في الموضوع بل أحس ألماً عند قراءتها لوصول البعض في مجتمعنا السعودي إلى هذا المستوى من التفكير وضعف التوكل.
نحن نؤمن بأن العين حق وقد ورد ذلك في الحديث الشريف وبجواز الرقية من الجسد عن طريق الاغتسال أو الشرب من أثر الحاسد، لكن هذا لا يعني أن يجعل المرء الحسد هاجسه، ويحتاط بهذه الطريقة المرضية. إلى جانب أن الماء الناتج من غسل أدوات الطعام والشراب يكون ملوثاً بالجراثيم والفيروسات، ومسبباً لأمراض عديدة ومن أخطرها التهاب الكبد الوبائي طبقاً لتصريح بعض الأطباء في التحقيق الصحفي المذكور.
ومن يجعل العين هاجسه يعش في رعب دائم ويؤول كل عارض صحي يصيبه بإصابته بالحسد، ويحاول تجنب بعض الأشخاص ممن يخشى حسدهم ويخفي نعمة الله عليه مخافة الحسد، وهذا من ضعف الإيمان فالمؤمن يتوكل على الله ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وفي حال تأكده من إصابته بالعين فلا بأس حينها أن يأخذ من أثر الحاسد. إن الحيطة تكون بذكر أوراد الصباح والمساء التي حثنا عليها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فهي الحصن الواقي للمؤمن بإذن الله، ومن التربة الإيمانية تعويد الأطفال على الأذكار في كل مناسبة حتى يعتادها الطفل ويشب عليها ليس خوفاً من العين لكن تقوية للصلة مع الخالق وتوكلاً عليه وإحساساً بفضله وقدرته.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة